كيف يتعامل الطبيب مع حالات الحروق؟

 خلال الفحص الجسدي للمصاب، سيقوم الطبيب بفحص الجلد المحروق وتحديد النسبة المئوية المصابة بالحرق من مساحة سطح الجسم الكلية، ويتم حساب مساحة الجلد المحروق باستخدام راحة اليد كوحدة قياس تقريبية والتي تعادل تقريبا 1% من مساحة سطح الجسم الكلية.


وسيخضع المصاب أيضًا للفحص بقصد التحقق من وجود أي إصابات أخرى، وسيتم تحديد مدى تأثير الحرق على باقي الجسم. وقد يحتاج المصاب إلى إجراء اختبارات معملية أو الأشعة السينية أو إجراءات التشخيص الأخرى، وذلك بحسب مدى شدة الحرق والظروف التي أدت إلى حدوثه.

* العلاجات والعقاقير
يمكنك علاج الحروق من الدرجة الأولى والحروق البسيطة من الدرجة الثانية في المنزل باستخدام المنتجات المتاحة دون وصفة طبية أو الصبار، وعادةً ما تشفى الحروق البسيطة خلال أسابيع قليلة. ولكن، اطلب العلاج الطبي الطارئ في حالة الحروق المتوسطة أو الشديدة أو المنتشرة في الجسم، أو الحروق التي تشمل اليدين أو القدمين أو الأربية أو الوجه.

- الأدوية
واعتمادًا على شدة الحرق، فإنك قد تتطلب ما يلي:
- السوائل الوريدية (IV).. يقوم الأطباء بإعطاء السوائل عن طريق الوريد (وريديًا) بشكل مستمر للوقاية من الجفاف ومنع حدوث قصور في وظائف أعضاء الجسم.
- مسكنات الألم.. قد يكون التئام الحروق مؤلمًا للغاية بشكل لا يمكن تصوره. ففي العديد من الحالات، يجب استخدام المورفين، ولا سيما عند تغيير الضمادة، كما قد تُفيد الأدوية المضادة للقلق في ذلك أيضًا.
- كريمات الحروق.. يمكن وضع عدة منتجات على الحرق للمساعدة في الحفاظ على بقائه رطبًا وتخفيف الألم والوقاية من العدوى وتعجيل الشفاء.
- المضادات الحيوية.. في حالة الإصابة بالعدوى، قد تحتاج إلى مضادات حيوية وريدية.
- حقنة التيتانوس.. قد يُوصي الطبيب بإعطاء حقنة التيتانوس بعد الإصابة بالحرق.

* العلاج الطبيعي
إذا كانت المنطقة المصابة بالحرق كبيرة، وخاصةً إذا كان الحرق يشمل أيًا من المفاصل، فقد تحتاج إلى ممارسة تمارين العلاج الطبيعي الخاصة بتمدد الجلد حتى تبقى المفاصل مرنة. وهناك أنواع أخرى من التمارين التي يمكنها تحسين قوة العضلات وتناسق الحركة.

* العمليات الجراحية والإجراءات الطبية الأخرى
وفي بعض الحالات، قد تحتاج إلى واحد أو أكثر من الإجراءات التالية:
- أجهزة مساعدة على التنفس.. إذا أُصبتَ بحرق في الوجه أو الرقبة، فقد يتورّم الحلق حتى ينغلق، وهنا سيقوم الطبيب بإدخال أنبوب عبر القصبة الهوائية (الرغامى) للحفاظ على إمداد الرئتين بالأكسجين.
- التغذية عبر أنبوب.. تزداد سرعة الأيض عند بدء الجسم في محاولة التئام الحروق. ولتوفير التغذية الكافية لهذه المهمة، قد يتم إدخال أنبوب التغذية عبر الأنف إلى المعدة.
- تخفيف الضغط.. في حالة انتشار قشور الحروق (الندبة) حول أحد الأطراف بشكل كامل، يمكنها إعاقة الدورة الدموية وتوقفها، فقد تؤدي الندبة التي تُحيط بالصدر بأكمله إلى صعوبة التنفس، ومن الممكن أن يساهم قطع الندبة في عدة أماكن في تخفيف هذا الضغط.
- عمليات ترقيع الجلد.. هناك أجزاء من الجلد السليم في الجسم تكون ضرورية لتحل محل النسيج الندبي الناجم عن الحروق العميقة. يمكن استخدام جلد من جثة إنسان متبرع أو الخنازير كحل مؤقت.
- جراحة التجميل.. يمكن لجراحي التجميل تحسين شكل ندبات الحروق وزيادة مرونة المفاصل المصابة بالتندب.

* نمط الحياة والعلاجات المنزلية
لعلاج الحروق من الدرجة الأولى والحروق البسيطة من الدرجة الثانية، اتبع الخطوات التالية:
- تبريد الحرقافتح ماء الصنبور البارد على الحرق أو ضع المناطق المحروقة في ماء بدرجة حرارة الغرفة لمدة 15 إلى 30 دقيقة. وتجنب استخدام الثلج أو الماء المثلج. فقد يتسبب وضع الثلج مباشرةً على الحرق في إلحاق المزيد من الضرر بالجرح.
- تنظيف الجرحاستخدم ماء الصنبور والصابون الخفيف لغسل الجرح، واحرص على إزالة أي بقايا رخوة من الجرح برفق، وفي حالة وجود بثور غير مفتوحة، لا تقم بفقعها.
- وضع غسول أو مرطبحاول وضع كريم مخدر أو جِلّ الصبار لتهدئة المنطقة ومنع جفاف الجلد.
- تغطية الحرققم بلف الحرق بضمادة معقمة من الشاش بشكل رخو لتجنب الضغط الزائد على الحرق.
- تناول مسكنات الألمتشمل مسكنات الألم المتاحة دون وصفة طبية الإيبوبروفين (أدفيل، موترين آى بي، وأدوية أخرى) ونابروكسين (أليف) والأسيتامينوفين (تيلينول، وأدوية أخرى).

* التكيف والدعم
قد يعدّ التكيّف مع الإصابة بحرق خطير تحديًا، خاصةً إذا كان يُصيب مناطق كبيرة من الجسم أو يوجد في أماكن يسهل على الأشخاص الآخرين مشاهدتها، مثل الوجه أو اليدين. وكذلك فإن الندبات المحتملة وقلة الحركة والجراحات الممكنة تُمثِّل عبئًا آخر.

وقد يفيدك كثيرا التفكير في الانضمام إلى مجموعة دعم تضم أعضاء آخرين قد تعرّضوا للإصابة بحروق خطيرة وتعرّف إلى ما سوف تمرُّ به. فقد تجد الراحة في مشاركتهم تجاربك ومعاناتك ومقابلة أشخاص يواجهون تحديات مماثلة. اطلب من طبيبك معلومات حول مجموعات الدعم في منطقتك أو عبر الإنترنت.